أنا في مشكلة عويصة حيث لاحظنا على ابننا ذي الست السنوات تغيرا واضحا في أحواله وبالمتابعة والتقصي اكتشفنا أن خادمتنا تمارس الجنس معه.
بالطبع قمنا بتسفيرها، ولكن بقيت مشكلة الابن، فقد أصبح شديد الاكتئاب وتغيرت طباعه، فما نصيحتكم لي؟
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرا على ثقتك.
من الواضح أن ما يمرُّ به ابنك الآن هو على أغلب الظن من عواقب الضرار الجنسي Sexual Abuse الذي تعرض له. فخادمتكم السابقة - سامحها الله - كانت تعتبرهُ شيئا تمارس شذوذها معه.
وحقيقة الأمر أنه ضحية؛ فهو دون السن التي تسمح له بفهم الممارسة الجنسية - وإن وجد فيها بعض ما يمتع - إلا أنه لم يكن يستطيع الشعور بالاطمئنان ولا بصحة ما يحدث.
مع أن الخادمة شخص موثوق به عادة بالنسبة للطفل، ومن هنا تأتي المشكلة حيث يشعر الطفل بعدم صحة ما يحدث ويجد في نفسه شعورا بالذنب رغم عدم قدرته على الفهم الكامل لذلك كله.
الحمد لله أنكم تخلصتم من تلك الخادمة الشاذة، ولكن من الواضح أن الولد يحتاج تقييما ومداواةً من قبل طبيب نفسي متختص في طبنفس الأطفال إن توفر أو طبيب نفسي عام؛ لأن قولك إنه أصبح شديد الاكتئاب.
وتغيرت طباعه يعني أن تسفيركم لتلك الخادمة وطمأنتكم للولد لم تكن كافية له ليتخلص من أثر الضرار النفسي الذي تعرض له ربما لفترة طويلة، فأنت لم توضحي كم المدة التي قضتها الخادمة في بيتكم.
وفي الوقت نفسه أطمئنك بأن عواقب مثل هذا النوع من الضرار الجنسي في الطفولة (أي التي يكون الجاني فيها أنثى والضحية طفل ذكر)، غالبا ما تكونُ عابرةً ونادرا ما تترك أثرًا كبيرا في نفسه عندما يكبر.
وهذا فيما أخمن عن المآل بعيد المدى، وأما التغيرات النفسية السلوكية البادية عليه حاليا فأنصح بعرضه على أهل التخصص كما وضحت، وحبذا لو وصلت إلى المختصين في العلاج باللعب.
وتابعينا بالتطورات الطيبة.
الكاتب: أ. د. وائل أبو هندي
المصدر: موقع المستشار